برعاية وحضور معالي وزير الثقافة اللبناني محمد وسام مرتضى، واحياءً للذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، ودعماً لشعب فلسطين ومقاومته الباسلة، وتخليداً وحفاظاً على التراث الفلسطيني، أقامت جمعية التراث الوطني الفلسطيني ولجان العمل في المخيمات، معرض التراث الوطني الفلسطيني "الثالث عشر" تحت عنوان : "بين النكبة والتحرير عائدون الى فلسطين"، على مسرح المدينة في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك يوم الخميس في 25/5/2023 ، بمشاركة جمعيات التراث الفلسطيني في مخيمات اللجوء في لبنان، و قد شاركت لجنة العمل النقابي والجماهيري في لبنان بالمعرض بحضور عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، ومسؤول العلاقات السياسية في الجبهة في لبنان عبدالله الدنان و مسؤولة العمل النقابي والجماهيري في الجبهة في لبنان هالة ابو سالم .
كما حضر المعرض، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ولجان العمل في المخيمات، وشخصيات سياسية ووطنية ولبنانية وفلسطينية، رجال فكر واعلام ومقامات روحية ودينية، وحشد شعبي من المخيمات الفلسطينية.
وقد تضمَّن المعرض عرض منتوجات تراثية وطنية فلسطينية من مطرزات وحفر على الخشب، وخزفيات، ولوحات، وكتب وصور لمدن وبلدات وقرى فلسطينية، ومقتنيات فلسطينية قديمة، وعرض أثواب فلسطينية تراثية مطرَّزة حسب المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، ولوحات فنية ورسومات وأشغال يدوية.
بدأ المعرض التراثي بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم كانت كلمة للقوى والأحزاب الوطنية اللبنانية ألقاها مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله حسن حبَّ الله، اعتبر فيها أن إحياء يوم التراث الفلسطيني يعني التمسُّك بفلسطين وقضيتها، مؤكِّداً أنه مهما احتلَّ العدو الإسرائيلي لأرض فلسطين وزجَّ بشابات وشباب فلسطين في السجون، فلن يتمَّ التخلِّي عن فلسطين، لأن فلسطين باقية في وجدان جميع شرفاء الأمَّة حتى تتحرَّر، مؤكِّداً أن طريق التحرير هي من خلال أشكال المقاوَمة كافة، وعلى رأسها المقاوَمة المسلَّحة، لأن العدو لا يفهم إلَّا لغة القوة ولا يحترم إلاَّ الأقوياء.
وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، اعتبر فيها أن إحياء الذكرى ال 75 لنكبة فلسطين، يأتي ليؤكِّد أن القضية الفلسطينية لا تزال حيَّةً في قلوب جميع الشرفاء والأحرار، كما تؤكد مواصلة الكفاح والنضال الممزوج بالأمل والمعاناة .
ورأى أبو العردات أن إحياء ذكرى النكبة في عاصمة المقاوَمة بيروت، من خلال هذه اللوحات الفنية والمطرزات والرسومات والأشغال اليدوية، تدعم الرواية الفلسطينية، لأن المعركة مع العدو هي من خلال أشكال المقاوَمة كافة، ومن ضمنها هذه المعارض الفنية التي تُعيد تأكيد تاريخ الشعب الفلسطيني وصموده، في مواجهة حكومات اليمين المتطرِّف، التي تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه .
وألقى كلمة قوى التحالف الوطني الفلسطيني ممثِّل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، اعتبر فيها أن التراث الوطني الفلسطيني هو جزء من الهوية الوطنية، وخلال سنوات النكبة كانت هناك أشكال المقاوَمة الشعبية والوطنية كافة وغيرها، ولكن كان هناك جهد وطني يعزِّز الإرتباط بفلسطين ويعزِّز الهوية الوطنية الفلسطينية ويواجه الرواية الصهيونية التي إدّعت زوراً أن فلسطين .
وألقت كلمة الجمعيات الأهلية المنظِّمة للمعرض الإعلامية منى سكرية، شكرت في بدايتها الحضور على المشارَكة في هذا المعرض التراثي الفلسطيني، معتبرة أن يوم التحرير هو يوم من محطات مسيرة تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، مبارِكةً للشعب الفلسطيني على صموده في وجه جميع المحن التي تكبدُّونها ولم تنل من عزيمتهم، ولم تحنِ هاماتهم بتضحيات مقاومي فلسطين.
ورأت سكرية أنه ما بين النكبة والتحرير، ستكون العودة إلى فلسطين، وهو ليس مجرد عنوان للنسخة الثالثة عشرة من معرض التراث الفلسطيني، بل هو عنوان عهد يؤمن به جميع شرفاء الأمة، معتبرةً أن قضية فلسطين ستبقى العنوان الأساس في هذا المعرض وكافة المَعارِض على الرغم من تأثيرات الأزمة الاقتصادية على الجميع.
وكانت الكلمة الأخيرة لوزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، اعتبر فيها أن لقاء اليوم في الذكرى ال 75 لنكبة فلسطين، هو لقاء لدعم فلسطين ومقاومتها من خلال هذا المعرض التراثي، على أمل التحرير والعودة إلى فلسطين.
ورأى مرتضى أن التطوُّرات الأخيرة التي شهدتها المنطقة أعطت الأمل للشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه من خلال الانتصارات التي تراكمت وتحقَّقت بفضل المقاوَمة، مؤكِّداً على سقوط جميع المؤمرات التي حاولت أن تكسر الشعب الفلسطيني، الذي عقد العزم على الإستمرار في نضاله ليتغلَّب بدمه على السكين.
واعتبر مرتضى أن 75 عاماً مرَّت على نكبة الشعب الفلسطيني ولا تزال مفاتيح البيوت تتناقلها الأجيال وراء الأجيال، فلا المفاتيح نخرها الصدأ ولا البيوت في فلسطين تعبت من الانتظار، مندِّداً بوقوف العالم بموقع المتفرِّج على نكبة الشعب الفلسطيني المستمرَّة، مؤكِّداً أن الحلم الفلسطيني عاد ليحيا من خلال فوُّهات البنادق والمقاوَمة في فلسطين وبات يحسب لها ألف حساب، مشيداً بوحدة الساحات.