"وين تبعين الشعبية"، صاح ضابط المخابرات السوري، من أمام باب المهجع الخامس في سجن المزّة بدمشق، ولأن الضابط المذكور كان يأتي كل صباح ويُنادي أسماء معتقلين لنقلهم إلى "الأركان" للتحقيق والاستجواب، لكنّه هذه المرّة لم يُناد الأسماء، ظننّا أنّ الأمر يتعلق بالإفراج عنّا، فبدأنا بجمع أغراضنا الصغيرة، غير أنّه سارع قائلًا: لقد "قُتل" اليوم مسؤولٌ كبيرٌ في الشعبية، عرفنا من خلال صحف اليوم التالي، حيث كانت تُوزع الصحف السورية الرسمية